• عنواننا في التلغرام : https://telegram.me/al_kawthar الإيميل : alkawthar.com@gmail.com
  • اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْن ِ (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتى تسكنه أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا)

نور الله في ظلمات الأرض 20217 20213 20211 هـ - الموافق 20 أكتوبر 2021

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض

لاحظ هذه الآيات المباركة في سورة الصفّ حيث تبيّن موقف أحد أولي العزم من الرسل من ناحية، و موقف القوم منه من ناحية أخرى ، قال:

(وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ )(الصف/6).

والمفروض أن يتّبعوا الإسلام ولكنّهم ولمصالح مادّية عاندوا ولم يستسلموا وظلموا أنفسهم فضلّوا وأضلّوا ! فينبغي لك أيّها العزيز و في كلّ يوم في قرائتك سورة الفاتحة أن تقول (ولا الضالّين)  فتبتعد من هؤلاء القوم  و تتحذر من نهجهم حيث أنّهم أبرز مصداق للضلال المبين (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلاَمِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(الصف/7).

هذا وهل بإمكانهم  إطفاء هذا النور الذي بزغ فنوّر العالم كلّه؟ وبأيّ وسيلة ؟

(يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)(الصف/8). (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)(الصف/9).

سؤال: ما هو الدين ؟

جوابه : الدين هو الموقف قبال الشيء ثمّ العمل طبقاً لذلك الموقف.  فربّما يكون موقفاً في تجاه:

*هوى النفس (أَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً)(الفرقان/43).وحينئذٍ ستكون أعمال وتصرّفات الإنسان منسجمة مع الهوى وتابعة له.

*أو التكنلوجيا: فيكون هو الإله؛ وهو المعيار و الميزان لتقييم كلّ شيء.

*أو الثقافة الغربيّة  المنحطة:فعلى أساسها تصدر من الإنسان  كلّ صغيرة و كبيرة.

*أو الشيطان: فيصبح هو المعبود من دون الله (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لاَ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)(يس/60).

فقوله "ليظهره على الدين كلّه" يعني أنّ الإسلام سوف يقضي على جميع الأديان سواء كانت هي اليهودية  والنصرانية أو هوى النفس و التكنلوجيا وعلى رأس الأديان الباطلة الشيطان بنفسه، وبذلك تبرز مصداقية قوله (ليظهره على الدين كلّ).

فمولد الرسول الأكرم هو مولد نور (أحمد) الذي نزل من السماوات العلا فأزال جميع الحجب حتّى استقرّ في بيت عبد الله فأنار فاصبح دليلا قاطعاً على الله جلّ و علا في الليل الأليل .

على ضوءه تعرف السرّ فيما حدث عند ولاديته.

(في الأمالي للصدوق عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام  قال كان إبليس لعنه الله يخترق السماوات السبع ..فلما ولد رسول الله صلى الله عليه وآله حجب عن السبع كلها و رميت الشياطين بالنجوم...و أصبحت الأصنام كلها صبيحة ولد النبي صلى الله عليه وآله ليس منها صنم إلا و هو منكب على وجهه، و ارتجس في تلك الليلة إيوان كسرى و سقطت منه أربع عشرة شرفة و غاضت بحيرة ساوه و فاض وادي السماوة و خمدت نيران فارس و لم تخمد قبل ذلك بألف عام ...و انتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق و لم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا و الملك مخرسا لا يتكلم يومه ذلك و انتزع علم الكهنة و بطل سحر السحرة و لم تبق كاهنة في العرب إلا حجبت عن صاحبها و عظمت قريش في العرب و سموا آل الله عز و جل قال أبو عبد الله الصادق ع إنما سموا آل الله لأنهم في بيت الله الحرام و قالت آمنة إن ابني و الله سقط فاتقى الأرض بيده ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ثم خرج مني نور أضاء له كل شي‏ء ...)

هذا :

ومهما حاول الأعداء التستّر على هذا النور إلا أنّ محاولاتهم هذه لا جدوى ورائها إلا الخيبة و الخسران! لأنّه لم يكن هذا النور وحدَه ، بل ظهر في ثلاثة عشر شخصيّة بألوان مختلفة في الظاهر، و هي تلك الأنوار الزاهرة، والحجج البالغة. ولكن في آخر الزمان ستبرز إشراقة من ذلك النور من أرض خراسان ومنها تنتشر لتستوعب الأرض ولو كره الكافرون (السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض)

وهذا هو المشاهد رأي العين!

ومن ثمّ تبدأ الإشراقة تتوسّع وتشتدّ تدريجاً  إلى أن تفاجئ الطغاةَ جنود إبليس وذلك من خلال مسيرة (الأربعين) المليونية وستستمرّ إلى تتم الأنوار كلّها التّى هي نور واحد (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) وهكذا ستتقدم إلى أن ينقلب ليل الدنيا إلى يوم الله الظهور  فتُشاهد تلك الأنوار في الساحة والميدان بوضوح!

هذه هي الرجعة بعينها فتدبّر.

إبراهيم الأنصاري البحراني

الأربعاء 13 ربيع الأول 1443

20/10/2021

الساعة السابعة صباحاً

البحرين